الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد..
هذه رسالة كتبها احد الاخوة وهو ينتظر الموت في اي لحظة
بعد ان قال له الاطباء بان فرصة حياته قليلة جدا
بسبب مرض وتورم داخلي
اترككم معها ..
رسالة من ميت !!
إلى كل غافل , إلى كل مستهتر , إلى كل عاصى , إلى كل مذنب , أتمنى ان تصلك رسالتى هذة :-
و هى ليست من ميت مات فعلاً و لكن من حى كُتب علية الموت لا محالة , ربما يموت اليوم أو غداً او الشهر القادم او السنة القادمة ,, هذا ما علمتة من طبيب الأورام عندما اشتكيت من آلام فى الرأس و صرع و غيبوبة و أصر احد اخوتى أن اعرض نفسى على طبيب المخ و الأعصاب و بالفعل ذهبنا إلية انا و اخى و اخى الأصغر و اختى و خالتى و بعد الكشف علي و خرجت من عيادتة وجدت وجوة إخوتى تغيرت تماماً , و دموع الحزن على وجة أختى و خالتى فقلت لهم : ما الخبر ؟ ماذا قال لكم الطبيب ؟ فلو يجيبوا علي , و بإصرارى على معرفة مرضى علمت انى مصاب بورم فى المخ و أن الطبيب أخبرهم أن أيامى فى الحياة معدودة لأن الورم كبير و خلاياة انتشرت فى المخ بأكملة ,,, :-
أخى العاصى : اخى المذنب : اخى البعيد عن الله ,, انا لا حكى لك حكايتى حتى تشفق علي و لكنى احكى حكايتى لأنى اشعر أنى مقترب من الآخرة ,, مقترب من الحساب ,, مقترب من لقاء الله عز و جل ,, و إنى ارتكبت ذنوب كثيرة لا تُحص و لا تًُعد و سأرويها بالتفصيل لك :- و لكنى قبل ان اروي لك ما وصلت إلية فى طريق الشيطان اقول لك و بصراحة ,, أنى كنت من من يحضرون دروس العلم و العلماء فى المساجد و كنت اقرأ كتاب الله عز و جل و اعرف احاديث نبوية كثيرة و سأذكرها لك فى رسالتى هذة , فلا تتعجب و لا تندهش و لكنى اُحذرك من أصدقاء السوء فهم الذين حملونى إلى طريق الشيطان و سلكت معهم طريقهم المملوء بالشهوات ,, بدأ عندما تعرفت على زميل لى فى الجامعة و جلس بجانبى و بدأنا نتعرف على بعض و بدأنا نتقابل سوياً بعد الدراسة و كنت خجولاً اسمع الآذان فى المسجد و إذا بقدماى تتثاقل عن الذهاب للمسجد و الصلاة ,, و مرة بعد مرة انقطعت صلتى بالمسجد و كنت أصلى فى البيت أغلب الصلوات ,, اصليها مرة واحدة ليلاً :-
و حرمت نفسى من الصلاة فى المسجد التى وصى بها رسول الله صلى الله عليه و سلم ,,, و بعد ذلك انقطعت صلتى بالله عز و جل بعد ان علمونى التدخين و شرب المخدرات و عرفونى على أحلى الفتيات و احسست أنى رجلاً تُعجب به الفتيات و نسيت مذاكرتى و مستقبلى و كان كل تفكيرى فى المقابلات مع الفتيات و الخروج معهم فى أماكن بعيدة عن أعين الناس :-
ووقعت فى المحظور ,, وقعت فى جريمة الزنا التى كنت أحب ان امارسها و بعدها بدقائق أجد نفسى اللوامة تعلو صوتها و تلومنى أجلس و أندم و أعاتب نفسى ثم دقائق معلومة و اجد تليفونى المحمول يدق ,, و إذا بفتاة أخرى تغازلنى و تدعونى للخروج معها و بسرعة , نسيت نومى و نسيت عتابى و فرحت أنى عرفت انسانة جديدة ,, هذا بالأضافة إلى انى اصبحت أدخن السجائر الملفوفة و غيرها من انواع المخدرات المختلفة ,, و ما كنت اعرف تماما ان السجائر محرمة و خصوصا الملفوف بها المخدرات التى تُذهب العقل و تسبب الأمراض و اعتقد انها كانت سبباً فى مرضى هذا اسأل الله عز و جل ان يبعدكم عنها ,, هذا بالأضافة إلى ادمانى العديد من المسكرات مثل الخمور التى نهى الله عز و جل عن شربها ,, نسيت ان اقول لكم ان تزوجت و ان زوجتى ملتزمة تعرف الله عز و جل و لكنى اصبحت بالنسبة لها كالأب او الأم الذى يُعاتب ابنة فكل ليلة تلومنى زوجتى على سهرى و على خروجى مع اصدقاء السوء و على شربى المخدرات و الخمور ,, و لا اخفى عليكم انى كلما رأيتها تسجد لله عز و جل و هى تصلى اشعر بالحنين إلى الرجوع إلى الله و لكن الشيطان و اصدقاء السوء صوروا لى دائماً انى ليس لى توبه ,, و كيف اتوب و قد فعلت كذا و كذا ,, كيف اتوب و قد فعلت كل ما يُغضب الله ؟؟ فعلت الزنا وهو من اكبر الكبائر و نسيت تماماً انى لا ارضى الزنا لأمى و لا لأختى و لا لزوجتى و لا ارضاة لأى احد من أقاربى ,, فكيف رضيتة لبنات الناس ؟؟!!! :-
لا أدرى !! نسيت تماما ان خروجى مع الفتيات و النساء قد يقابلة خروج زوجتى مع أحد الرجال و هذا لا ارضاة ,, نسيت انه كما تدين تُدان !!! :-
أخى المذنب : اخى العاصى : أخى المستهتر : خيال الموت أو شبح الموت يُخيل علي و صورتة تأتينى كل ليلة فلا أعرف النوم ,, و كيف أنام و سوف أدخل قبرى المظلم مساحتة متر فى متر ,, ماذا افعل مع ضمة القبر و هى ضمة تكسر الأضلاع و العظام و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم انه لن ينجو من ضمه القبر أحد ...
ماذا أقول للملكين إذا سألانى عن دينى ؟ و عن رسولى ؟ و لسانى قد يتوقف عن الكلام !!
ماذا سأفعل مع سكرات الموت و لقد عرفت من علماء أجلاء أن الميت يشعر و هو يموت أن السماء انطبقت على الأرض و أن الميت بينهما يتنفس من خُرم الإبرة ....!! و صورة اخرى للميت كأنة عصفور وقع فى الزيت المقلى لا هو يموت فيستريح و لا هو يطير فينجو !!
و ترانى الأن لا استطيع الوقوف على قدمى , لقد خف وزنى و اصبحت لا أستطيع عمل شىء فهم يحملونى للدخول إلى الخلاء و يحملونى للنوم ...!! هل أنا هو الشخص الذى كان يجرى و يتنعم بالشهوات و هل أنا الشخص الذى كان يعلو صوتة كل ليلة على زوجتة ؟؟ و ربما ضربتها ضرباً قاسياً لأنها كانت تنصحنى بأن أتخلى عن أصدقاء السوء و أن اعود إلى الله عز و جل ...!!
إنى الآن تبت إلى الله و أعلم تماماً أن الله عز و جل سيقبل توبتى مالم تصعد روحى ,, فهو يقبل التوبة و هو الذى يبسط يده ليتوب بالليل مسىء النهار و يبسط يده بالنهار ليتوب مسىء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها و أعرف تماماً أن الله قال فى حديث فيما معناه (( إبن آدم : إنك ما دعوتنى و رجوتنى غفرت لك على ما كان منك و لا أبالى , إبن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى , غفرت لك , إبن آدم : لو لقيتنى بقراب الأرض خطايا ثم جئتنى لا تشرك بى شيئاً , أتيتك بقرابها مغفرة )) ,,,
أخى العاصى : أحذرك من سرعة الأيام و السنين فهى تمر كالقطار او الصاروخ ,, فإن كنت اليوم تفرح بشبابك و صحتك فأعلم أنك ستشيب يوماً و ربما لا تكون رجعت إلى الله , و ربما تموت فجأة و أنت بعيد عن الله , بعيد عن الطريق السليم ,, الطريق الذى يؤدى إلى الجنة التى أتعشم أن يدخلنى الله فيها و أن يقبل توبتى و لا أتعشم فى الجنة لنعيمها و لكن أتعشم فيها لكى أبعد تماماً عن النار و انجو منها فأنا لا أقدر على النار , فلقد علمت أن نار الآخرة أشد حراً من نار الدنيا بسبعين مرة ....!!
و الله تعالى يقول :- (( فمن زحزح عن النار و أُدخل الجنة فقد فاز )) .
أخى العاصى .. أخى المذنب :-
قبل أن ترتكب المعصية فكر فى العقوبة ,, فهل تستطيع وضع اصابعك على النار لمدة دقيقة واحدة ؟؟ والله لن تستطيع ,, فما بالك بدخول النار لعدة أيام او لعدة سنوات !! ,, النار التى أوقدها الله عز و جل الف سنة حتى أحمرت و الف سنة حتى أسودت من شدة نارها ,, و أتذكر قول الله عز و جل فى سورة الملك (( ألم يأتكم نذير * قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا و قلنا ما نزل الله من شىء إن أنتم إلا فى ضلال مبين * و قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا فى أصحاب السعير * فأعترفوا بذنبهم فسحقاً لأصحاب السعير )) .
و يقول الله عز و جل فى سور الأعراف (( و لقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن و الأنس لهم قلوب لا يفقهون بها و لهم أعين لا يبصرون بها و لهم آذان لا يسمعون بها * أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون )) .
أخى العاصى ,, أخى المذنب :-
أسرع بالتوبة و الندم , و أختار أصدقاء يعرفون الله عز و جل و يحبونه ,, اختار اصدقاء طيبين ملتزمين يحملوك إلى طريق الصواب ,, الطريق المستقيم حتى لا تندم ندمى و حتى لا تصل إلى ما وصلت إلية و يكون شغلك الشاغل هل أنت من أهل الجنة أم من أهل النار ؟!!
و لا أقول لك هذا حتى تترك عملك و تزهد فى الدنيا و لكن يجب عليك أن تؤدى عملك جيداً و تكون طيب المظهر و طيب الخلق فأنت واجهة الإسلام للعالم أجمع ,, و لاتنسى آخرتك و لا تنسى الجنة التى وعد الله المتقون ,, !!
أخى : الفرصة مازالت أمامك ,, إعطى اصدقاء السوء ظهرك و إن استطعت أن تنصحهم و تصحبهم مهك فى الطريق السليم , فسوف يجازيك الله خيراً , ثم أوصيك اخى بذكر الله عز و جل و خصوصاً الإستغفار ,, قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( يا أيها الناس توبوا إلى الله و أستغفروة فإنى أتوب إلى الله فى اليوم مائة مرة )) فالإستغفار يجلب البركة و يجلى القلب و أوصيك بالتسبيح فقول سبحان الله و بحمدة 100 مرة تغفر الذنوب و الخطايا و لو كانت مثل ذبد البحر و عليك يا اخى بالإكثار من قول (( لا إله إلا الله )) فهى التى نسأل الله عز و جل أن نموت عليها و نحيا عليها , آمين . ,, و عليك بقراءة القرآن فأنه شفيعاً لأصحابه أى لمن يقرءة يومياً ,, فلا تنسى القرآن و أجعل لك فى يومك ورداً او جزءاً تقرأة حتى تنال رضا الله عز و جل و حتى يكون القرآن حجة لك لا عليك و لا تنسى الصلاة فهى عماد الدين و هى التى تنجينا من النار و من عذاب النار و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فى حديث فيما معناه (( الصلاة عماد الدين فمن تركها فقد هدم الدين )) فلا تضيعوا حقها ,,!!
و أخيراً أخى التائب , أخى المؤمن : أتعشم من الله عز و جل أن اكون معك فى الجنة إن شاء الله فلو كانت توبتنا صادقة سيقبلها الله عز و جل و لا أنسى قول المولى عز و جل (( و الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فأستغفروا لذنوبهم و من يغفر الذنوب إلا الله و لم يصروا على ما فعلوا و هم يعلمون * أولئك جزاءهم مغفرة من ربهم و جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها و نعم أجر العاملين )) و أسألك يا اخى الكريم ان تدعو الله أن يرحمنى و يغفر لى و يتوب علي و أن يدخلنى جنات النعيم ,, و أرجو من كل من يرى هذة الرسالة من هذا الموقع المبارك أن يرسلها لكل اصدقاءة او ينشرها بأى وسيلة ليعم الأجر فإنى أخاف أن ألاقى الله عز و جل و هو علي غضبان !! السلام عليكم و رحمه الله و بركاته