أفرز الانقسام الحاصل بين مرجعيات الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة تناقضات عجيبة للغاية، حتى باتت الأجهزة في الضفة تتعاون كلياً مع قوات الاحتلال التي تقصف الأجهزة الأمنية بغزة. فبينما قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلية موقعاً للشرطة الفلسطينية في مدينة خان يونس جنوب القطاع، ما أدى لاستشهاد أربعة من رجال الشرطة؛ تعقد شرطة الضفة محاضرات وندوات مشتركة مع شرطة الاحتلال الإسرائيلي، بزعم تعزيز سبل التعاون بين الجهازين!!. ففي مساء الثلاثاء 30-10-2007، قصفت طائرات الأباتشي الإسرائيلية بصاروخين موقعاً للشرطة في منطقة عباس الكبيرة شرق خان يونس، ما أدى إلى استشهاد كل من: محمود جمال رضوان (20 عاماً)، إسماعيل سليمان قديح (22 عاماً)، بلال إبراهيم يوسف أبو عواد (22 عاماً)، ماهر شحدة أبو طير (25عاماً)، وجميعهم من مقاومي كتائب القسام، فيما أصيب عشرة آخرون وصفت جراح بعضهم بالخطيرة. وما زاد الطين بلة، وأدى لشيوع أجواء من الغضب والسخط العارم في أوسط أهالي (جنوب قطاع غزة) هو إقدام الرئيس عباس على الاتصال برئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي "إيهود أولمرت" للاطمئنان على صحته، بعد قليل من القصف بخان يونس. وفي صباح الأربعاء 31-10-2007 طلعتنا إذاعة الاحتلال الإسرائيلي العامة بخبر مفاده أنه عقد في منطقة ايلان غرب القدس المحتلة يوم دراسي مشترك بين الشرطة الفلسطينية بالضفة والشرطة الإسرائيلية في مستوطنات الضفة، بمشاركة ممثلين عن الإتحاد الأوروبي. وأوضحت الإذاعة أن اليوم الدراسي عقد صباح الأربعاء بهدف مكافحة حوادث الطرق ومناقشة سبل التعاون بين جهازي الشرطة. من جانبه، اعتبر الناطق باسم حكومة إسماعيل هنية أن عناصر الشرطة الفلسطينية ضربوا نموذجاً رائعاً في الانتماء لهذا الوطن والتضحية والفداء ومقارعة الاحتلال واستشهد منهم خلال شهر أكتوبر 16 شهيداً.
تاريخ الخبر : 1/11/2007